• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / فن الكتابة


علامة باركود

"الموهبة" من دعائم صناعة الأدب

خاص شبكة الألوكة


تاريخ الإضافة: 24/11/2007 ميلادي - 15/11/1428 هجري

الزيارات: 19142

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
عُشرها إلهام، وتسعة أعشارها جهدٌ وتعب!
هكذا وصف الكاتب المسرحي برنارد شو المَوهبةَ الأدبية

.. عُرفت الموهبة في تراثنا بـ"الطبْع"، وعنها قال ابن الأثير: صناعة تأليف الكلام من المنظور والمأثور تفتقر إلى آلات كثيرة. وملاكُ هذا كله الطبع، فإنه إذا لم يكن ثم طبع فإنه لا تُغني تلك الآلات شيئاً. ومثال ذلك كمثل النار الكامنة في الزناد، والحديدة التي يُقدحُ بها، ألا ترى أنه إذا لم يكن في الزناد نار لا تُفيد تلك الحديدة شيئاً!

وفي هذا الصدد، وبأسلوب أدبي جميل، يخاطب الدكتور إبراهيم الكيلاني صديقه -في كتابه "الأوراق"- قائلاً:
واعلم يا صديقي أنَّ صناعة الأدب تقوم على ثلاثِ دعائم: الموهبة، والاكتساب، والأُسلوب، فما هي هذه الموهبة التي يتحدث عنها الناس، فيُنْزِلونها منزلة الأصل من الفرع؛ بل الرُّوح من البدن؟!

إنها الشمس التي يشع ضياؤها في ديجور نفسك، هي ذلك النسيم الذي يحمل إليك الحنين والتَّطَلُّع إلى المجهول، هي الهزَّة التي تعتريك إزاء منظَرٍ جميل، أو لوحة فنية رائعة، هي الثورة الجامحة التي تغلفك أمام مآسي الظلم والاستبداد، هي الدفعة الصاعدة من أعماق كِيانك، تسوق في طريقها الدمع إلى عينيك، والقُشَعْريرةَ إلى جِلْدك عند سماع خُطبةٍ صادقةٍ، أو قصيدةٍ مؤثّرةٍ، أو نغمٍ حزينٍ، هي تلك القُوَّة الخفيَّة التي تحول دون انغلاق أبواب نفسك وذهنك، فتدعها مفتوحة على مصاريعها لكل فكرة خيِّرة أو مَثَل أعلى، أو عمل نبيل، هي تلك النفحة العلوية التي ترفعك فوق صخب الدنيا، وصراع البقاء الدامي، وحقارات البشر لتعيش هنيهات في أجْواء المحبَّة والتَّسامُح والعطاء، هي ذلك الصوت الخافت، الذي يهمس بإلحاح في أُذُنَيْكَ كلَّما استَفَاضَتْ نَفْسُك بما رأت وسمعت وشعرت، قائلاً: اكتب، اكتب، اكتب.

ولا تتوهَّمن أن هذه الحماسة المنشودة عند المشتغلين بصناعة الأدب تفرض عليك تصيُّد الخواطر العابرة، والأحاسيس الآبقة، والمشاعر المُنْسَابة عَبْرَ الحياة النفسية؛ فإنَّ في هذا إرهافًا للأديب، وتوزُّعًا لقلبه، وتبديدًا لطاقته المبدِعة؛ بلْ يَنْبَغِي لَكَ أنْ تكُون في بعض ساعات وَحدتك، في ليلك ونهارك واعيًا، تَجمَع إلى الحماسة الرَّويَّةَ، وإلى الثورة التَّأمُّلَ، وإلى الفَيْضِ التَّدَبُّرَ، وإلى الخيالِ الجَامِحِ العقلَ النفَّاذ من خلال الحُجُب والظواهر الخادعة، إلى حقائق الأشياء وبواطن الأمور.

واعلم يا صديقي أن لعالمنا الذي نعيش فيه وجهين: وجهًا جميلاً، مشرقًا، ضاحكًا يحمل على التفاؤل والإقبال والعطاء، ووجهًا قاتمًا، دميمًا، مليئًا بالأخاديد التي حفرتها الآفات النفسية، والعاهات الخُلُقية؛ من حِقْدٍ ولُؤْم وحسد ونذالة، فلا تدع هذه البشاعات والحقارات، وأنت في مُستَهَلّ حياتِكَ الأدبِيَّة، تَحْمِلُ إلى قَلْبِكَ اليَأْس مِنَ الإِنْسان، وغير ذلك من المثبطات، التي تحبب إليك القعود والانهزام، وتَحُول دون سيرك قُدُمًا نحو تكامل الذات، وتفتُّح الأصالة.

واعلم أنكَ منذ رضيتَ أن تكون أديبًا، قد ألزمت نفسك بحَمْل أعباء الرسالة، التي قد تنوء تحتها، أو يثقل عِبؤها منكبَيكَ، فأنت ينبوع نميرٌ للعطاش، وخبز شهيٌّ للجياع، وجمرةٌ متقدة للمقرورين، وألقٌ ساطعٌ للضالّين على طريق الوجود...




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- وفقكم الله
العربي - مصر 12-03-2009 05:09 PM
نشكر دائما الألوكة على تقديم الثقافة وتزويدنا بالخبرة المعرفية
2- الموازنة الناجحة
مؤيد بن صالح البوحنيه - السعودية 13-12-2007 02:31 PM
(( ولا تتوهَّمن أن هذه الحماسة المنشودة عند المشتغلين بصناعة الأدب تفرض عليك تصيُّد الخواطر العابرة، والأحاسيس الآبقة، والمشاعر المُنْسَابة عَبْرَ الحياة النفسية؛ فإنَّ في هذا إرهافًا للأديب، وتوزُّعًا لقلبه، وتبديدًا لطاقته المبدِعة؛ بلْ يَنْبَغِي لَكَ أنْ تكُون في بعض ساعات وَحدتك، في ليلك ونهارك واعيًا، تَجمَع إلى الحماسة الرَّويَّةَ، وإلى الثورة التَّأمُّلَ، وإلى الفَيْضِ التَّدَبُّرَ، وإلى الخيالِ الجَامِحِ العقلَ النفَّاذ من خلال الحُجُب والظواهر الخادعة، إلى حقائق الأشياء وبواطن الأمور )).

أعجبني هذا المقطع كثيراً ...
و يالها من كلمات رائعة، تنم عن خبرة عريقة ، وتجربة عميقة، و نظرة فاحصة، وعقل رزين .
إن هذه الأمور هي ما يحتاجها الأديب فعلاً، خصوصاً وهو في مقتبل مسيرته الأدبية، في زمن ضاع معه التروي في معمعة التهور الطائش، وضاع معه التفكير في زمن الملهيات والمغريات. صحيح أن الحماسة من ساسات الإبداع، ولكن يجب أن تحاط بسور الرزانة والتعقل.


شكراً لكم على هذه العبارت الراقية ...

و تقبلوا تحياتي...
1- الموهبـــــة ..
أمل مطر - السعودية 24-11-2007 08:22 AM
السلام عليكم ورحمة الله ..
جزاك الله خيراً على ماذكرت ..

أنَّ صناعة الأدب تقوم على ثلاثِ دعائم:
1-الموهبة
2-والاكتساب
3-والأُسلوب

سأحفظها عن ظهر قلب .. (:
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة